يقدمها لكم : محمود البدوي المحامي بالنقض والدستورية العليا .
امر شرعنا
الحنيف المرأة بطاعة زوجها وورد في الآثر النبوي الشريف عن ابن عباس رضي الله
عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أُريت النار, فإذا أكثر أهلها
النساء يكفرن، قيل : أيكفرن بالله؟ قال : يكفرن العشير , ويكفرن الإحسان , لو
أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئًا , قالت: ما رأيت منك خيرًا قط ) (رواه
البخاري).
بل من عِظَم حق الزوج على زوجته أن
قرن الإسلام طاعة الزوج بإقامة الفرائض الدينية وطاعة الله ؛ فعن عبد الرحمن بن
عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا صلَّت المرأة خمسها , وصامت شهرها , وحفظت
فرجها , وأطاعت زوجها , قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئتِ ) (رواه أحمد
وصححه الألباني).
ولكن هل تلك الطاعة طاعة مطلقة ؟ بالطبع لا
فالرجل أيضا مطالب بحسن معاملة المرأة والبر والإحسان اليها وسد احتياجاتها
المادية والمعنوية والإنفاق عليها , وفي حالة السائلة الكريمة نجد أن الزوج اساء
العشير وبخل في الإنفاق عليها وعل صغاره منها , بل زاد في الآمر بأن اعتاد التعدي
عليها بالضرب والسب والإهانة وهو امر نرفضه شرعاً وقانوناً , ومن ثم نوضح فيما يلي
القواعد الصحيحة من الناحية القانونية لطلب الزوج لزوجته بالدخول في طاعتها , وما
هي الاشتراطات القانونية الصحيحة التي تجعل إنذار الدخول في طاعة الزوج منتج لآثره
ويجوز الاعتداد به :
ما هو إنذار
الدخول في طاعة الزوج ؟
بناء علي الخلافات الزوجية التي أصبحت تعصف بمستقبل العديد من الأسر المصرية
وبخاصة حديثي الزواج , نجد الزوجة تهرع الي منزل والديها هروباً من سوء معاملة
زوجها , أو في حالات أخري نجد الزوج هو من يقوم بطرد الزوجة من منزل الزوجية رغبة
منه في إذلالها والكيد لها , وهو ما يستتبع توجيه إنذار للزوجة بدعوتها للدخول في
طاعة الزوج , وذلك عن طريق توجيه إنذار علي يد محضر محكمة الأسرة المختصة يدعوها فيه
للدخول في طاعته والعودة الي ومسكن الزوجية ـويكلفها الزوج بالعودة خلال 30 يوم من
تاريخ إعلانها .
بيانات إنذار
الطاعة ؟
اشترط القانون ان يوصف المسكن ويكون خالي من أهل الزوج وسكن الغير وان يكون جيرانه
مسلمين وذلك حتى لو حدث أي خلافات ما ، يكون لهم حق الشهادة الشرعية للزوجين , إذا
كانت الزوجة ارتضت عند الزواج الدخول في المسكن ولم يكن خال من سكنى الغير مثل اهل
الزوج ، فليس لها الاعتراض لهذا السبب , الا اذا اثبتت بشهادة الشهود انها تضررت
منهم بعد الزواج , فالطاعة حق للزوج على
زوجته , ولكن لها شروط ومنها أن يكون أمينًا عليها نفسًا ومالاً ، أي أن لا يكون
مبدد لقائمة منقولاتها مثلاً أو أن لا يكون معتاد التعدي عليها بالضرب , كما قالت
أيضاً محكمة النقض في أحكام متواترة لها أن ( تكرار اتهام الزوجة بارتكاب الجرائم من
قبل الزوج يعتبر من قبيل تعـمد مضارتها , اثره عدم التزامها بالطاعة )
حدد
القانون وقت معين للاعتراض علي إنذار الطاعة وحدده ب 30 يوم من تاريخ الإعلان ,
وهو ما يتم عن طريق رفع دعوي اعتراض امام محكمة الاسرة , وفى نفس الوقت يقدم طلب
التسوية ويضمه بعد ذلك سبب ذلك لان الاعتراض له 30 يوم ونخشى فوات الميعاد فتنشز
الزوجة , و الاعتراض هو بيان أسباب اعتراض الزوجة على إجابة ما جاء بإنذار الطاعة
خلال 30 يوم , وتذكر الزوجة اسباب
اعتراضها وهى أما بسبب منزل الطاعة وعدم صلاحيته كما لو كان لا يخلو من سكنى الغير
, او انه لا يليق بمستوى المعترضة اجتماعيا , او انه بين جيران غير صالحين كما لو
كانوا معروف عنهم سوء السمعة او انه موحش كما لوكان نائيا لا تجد من يغوثها عند
الحاجة ، اضف لذلك اسباب ترجع الى الزوج نفسه كما لو كانت المعترضة لا تأمن على
نفسها منه لتعديه عليها بالضرب أو السب , أو لأنها لا تأمن على مالها كما لو قام
بتبديد منقولاتها الزوجية , ولكن يجب أن تعترض خلال الميعاد وهو من مواعيد النظام
العام وتقضى المحكمة من تلقاء نفسها بعدم الاعتداد بالاعتراض على إنذار الطاعة
بسقوط الحق فيه لإقامته بعد الميعاد ، وإلا عدت الزوجة ناشز ويحق للزوج وقتها
تحريك دعوى نشوز ضدها , كما لا يجوز
للزوجة إضافة أسباب اعتراض أخرى غير الثابتة بصحيفة الاعتراض ، وتحال الدعوى
للتحقيق لتثبت الزوجة أسباب الاعتراض , وشهود الزوجة لابد ان يكونوا شهود رؤية وليست
شهادتهم سماعية .
ما آثر
الحكم بعدم الاعتداد بالاعتراض على إنذار الطاعة ؟
في حالة ما إذا قضت المحكمة بعدم الاعتداد بدعوي الاعتراض المقامة من
الزوجة , فهنا يحق للزوج
أن يقيم دعوى النشوز لإسقاط نفقتها دون نفقة الصغار , ويكون سقوط نفقتها من تاريخ امتناعها
عن تسليم نفسها لزوجها وخروجها عن طاعته , أي من تاريخ إنذار الطاعة , أما إذا قُضى
بالاعتداد بالاعتراض على إنذار الطاعة على الزوج أن يتحاشى أسباب رفض المحكمة
للإنذار الأول ويسقط حقه في طلب دخول الزوجة الي طاعته وذلك لكونه غير أمين علي
الزوجة إما مالاً أو نفساً , ولا تسقط نفقة الزوجة لكون سبب عدم الانصياع لطلب
الزوج بالدخول في طاعته راجع الي عدم أمانته عليها.
هل الحكم
بنشوز الزوجة يسقط حقها في حقوقها بعد الطلاق؟
نشوز
الزوجة لا يمنع حقها في حضانة صغارها ،إنما يسقط حقها في النفقة الزوجية المقررة
لها ولا يسقط حقها في المؤخر أو المتعة عند طلاقها , ولا تستحق الزوجة النفقة
وذلك في حالة ثبوت نشوزها بحكم نهائي ويكون النشوز بموجب حكم صادر باعتبارها ناشز
, و دعوى النشوز تقام في حالة فوات مواعيد الاعتراض على إنذار الطاعة وهو 30 يومأ من
تاريخ اعلان انذار الدخول في الطاعة , وإذا قضى بعدم الاعتداد بالاعتراض على إنذار
الطاعة , حيث جاء في المرسوم بقانون رقم 25 لسنة 1929 المضافة بالقانون رقم 100
لسنة 1985 أنه : ( إذا امتنعت الزوجة عن طاعة الزوج دون حق توقف نفقة الزوجة من
تاريخ الامتناع وتعتبر ممتنعة دون حق إذا لم تعد لمنزل الزوجية بعد دعـوة الزوج
إياها للعودة بإعلان على يد محضر لشخصها أو من ينوب عنها , وموقف الزوجة من
إنذار الزوج إياها للدخول في طاعته لا يخرج عن ثلاث فروض :
الأول: حالة
عدم قيام الزوجة برفع دعوى الاعتراض على إنذار الزوج إياها بالدخول في طاعته ففي
هذه الحالة توقف نفقة الزوجة على الزوج من تاريخ انتهاء مدة الثلاثين يوماً
الممنوحة لها للاعتراض خلالها بقوة القانون.
الثاني: إذا أقامت الزوجة
الاعتراض إلا أنها قامت بقيده بعـد ميعاد الثلاثين يوماً المنصوص عليها حكمت
المحكمة بعدم قبول الاعتراض شكلاً لرفعه بعد الميعاد فتوقف نفقة الزوجة من تاريخ
انتهاء مدة الثلاثين يوماً المقررة للاعتراض أيضاً ، ولا تسقط نفقة الزوجة إلا
باعتبارها ناشزاً بموجب حكم نهائي بذلك .
الثالث: قيام الزوجة برفع
الاعتراض في الميعاد فإذا رفضت الدعوى أوقفت نفقة الزوجية من تاريخ إنذار الزوج
وليس من تاريخ الحكم في الدعوى باعتبار أن الحكم ذو طبيعة كاشفة وليست منشئة.
ماذا لو تنازل
الزوج عن إنذار الطاعة ؟
إن تنازل الزوج عن إنذار الطاعة بدعوة زوجته
بالدخول في طاعته اثره زوال خصومة دعوى الاعتراض عليه ، بقاء طلب التطليق المبدى من
خلال هذا الاعتراض مطروحا على المحكمة متعينا الفصل فيه طالما ابدى بالطريق الذى
رسمه القانون.
ما هو أثر
الحكم الصادر بعدم قبول الاعتراض على
دعوى المتعة ؟
ان
الحكم الصادر في دعوى الاعتراض على انذار الطاعة بالرفض لا اثر له على دعوى
المتعة , وذلك لان مفاد هذا الحكم إخلالها بواجب الإقامة المشتركة والقرار في منزل
الزوجية ، بينما سبب الحق في دعوى المتعة هو الطلاق باعتباره الواقعة المنشئة
لالتزام المطلق بها ، و الأصل في تشريعها جبر خاطر المطلقة وفيها ما يحقق المعونة
المادية لها على نتائج الطلاق.
ما هو أثر
النشوز على دعوى التطليق للضرر ؟
ان دعوى الطاعة تختلف موضوعا
وسببا عن دعوى التطليق للضرر , وان الحكم بدخول الزوجة في طاعة زوجها ونشوزها لا
يكون حاسما في نفى ما تدعيه من مضارته لها في دعوى التطليق للضرر.
تعليقات
إرسال تعليق